السكة – المحطة الفلسطينية
أنهت صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين إسرائيل و«حماس» أحد أكثر الملفات حساسية في الصراع، بعدما وافقت تل أبيب على إطلاق سراح 1950 أسيراً فلسطينياً، بينهم 250 محكوماً بالمؤبد، مقابل 48 أسيراً إسرائيلياً (20 حياً و28 ميتاً). رغم أن العدد أقل من صفقة شاليط عام 2011، فإن الصفقة تُعد مكسباً رمزياً لحماس وخطوة إسرائيلية تمت تحت ضغط الاتفاق.
إسرائيل سعت لتقليص قيمة الإنجاز، ففرضت «فيتو» على أسماء بعينها وفضّلت الإفراج عن من تجاوزوا الستين، مستثنية قيادات بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، تجنباً لتعزيز مكانة منظمة التحرير أو إعادة إحياء مطلب «حل الدولتين». وفي اللحظات الأخيرة، استبدلت 11 أسيراً من «فتح» بآخرين من «حماس»، في خطوة رآها مراقبون محاولة لإحداث شرخ داخل الصف الفلسطيني.
الصفقة كشفت أيضاً خلافاً بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي طالبت بإبقاء المفرَج عنهم في الضفة لمراقبتهم، وبين نتنياهو الذي أصر على إبعادهم إلى غزة أو دول أخرى لتفادي مشهد استقبالهم كأبطال. وهكذا خرج الطرفان من المفاوضات مثقلين بالجراح: حماس حققت مكسباً معنوياً، وإسرائيل واجهت تناقضات داخلية وخسارة في صورتها الردعية

